الجمعة، يناير 22، 2010

لاتهتم بصغائر الأمور~



كان فيما كان قرية بها عجوز حكيم وكان اهل القرية يثقون فيه في الاجابة على اسئلتهم ومخاوفهم .. في احد الايام ذهب فلّاح من القرية الى العجوز وقال بصوت محموم ايها الحكيم ساعدني لقد حدث لي شئ فظيع لقد هلك ثوري وليس لدي حيوان يساعدني على حرث ارضي اليس ذلك اسوأ شئ يمكن ان يحدث لي؟ فأجاب الحكيم ربما كان ذلك صحيحا وربما كان غير ذلك فأسرع الفلّاح عائدا لقريته واخبر جيرانه ان الحكيم قد جن .. بالطبع كان ذلك اسوأ شئ يمكن ان يحدث للفلّاح فكيف لم يتسنّ للحكيم ان يرى ذلك.



الا انه في اليوم ذاته شاهد الناس حصانا صغيرا بالقرب من مزرعة الرجل ولأن الرجل لم يعد ثوره ليعينه في عمله واتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور وهو ما قام به فعلا وقد كانت سعادة الفلّاح بالغة فلم يحرث الارض بمثل هذا اليسر من قبل وما كان منه الا ان عاد للحكيم وقدم اليه اسفه قائلا لقد كنت محقا ايها الحكيم ان فقداني للثور لم يكن اسوأ شئ يمكن ان يقع لي لقد كان نعمة لم استطع فهمها فلو لم يحدث ذلك لما تسنى لي ابدا ان اصيد حصانا جديدا لابد انك توافقني على ان ذلك هو افضل شئ يمكن ان يحدث لي فأجاب الحكيم ربما نعم وربما لا فقال الفلّاح لنفسه لا ثانية لابد ان الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة.


وتارة اخرى لم يدرك الفلّاح ما سيحدث بعد مرور عدة ايام سقط ابن الفلّاح من فوق صهوة الحصان فكسرت ساقه ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد المحصول .. ومرة اخرى ذهب الفلّاح الى الحكيم وقال له كيف عرفت ان اصطيادي للحصان لن يكون امرا جيدا؟ لقد كنت على صواب ثانية فلقد جرح ابني ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد هذه المرة انا على يقين بأن هذا اسوأ شئ يمكن ان يحدث لي لابد انك توافقني هذه المرة ولكن كما حدث من قبل نظر الحكيم الى الفلّاح واجابه بصوت تعلوه الشفقة وقال ربما نعم وربما لا .. استشاط الفلّاح غضبا من جهل الحكيم وعاد من فوره الى القرية.

في اليوم التالي قدم الجيش واقتاد جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو وكان ابن الفلّاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم ومن هنا كتبت له الحياة في حين اصبح محتما على الباقين ان يلقوا حتفهم.


ان المغزى الاخلاقي لهذه القصة يُعد درسا نافعا للغاية وحقيقة الامر اننا لا ندري ماذا سيحدث غدا نحن فقط نعتقد اننا نعلم ذلك وغالبا ما نضخم من شئ ما ونخترع احداثا مبالغا فيها في عقولنا عن اشياء بشعة سوف تحدث ..


اما اذا احتفظنا برباطة جأشنا وفتحنا عقولنا امام كل الاحتمالات لتأكدنا من ان كل شئ سيصبح على ما يرام في نهاية المطاف .. وتذكر قد يكون الامر كذلك وقد لا يكون.


لاتهتم  بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر ,..} .,,  هذا عنوان الكتاب التي وردت به القصة السابقة
 
اليوم ومن خلال جولتي بمكتبة جرير حصلت عليه  ووجدته رائـع , صغير الحجم  عظيم النفع ,},
 
ذكرفيه  د.ريتشارد كارلسون  100 وسيله بسيطه لمنع الأمور الصغيره من السيطرة على حياتنا ,,
 
بحثت عن الكتاب بنسخه إليكترونيه ورفعته لكمـ   هنــا~
 
 
مما ميز الكتاب في نظري هو ماأختار المؤلف من حكم دينيه وأحاديث نبويه  لمواضيعه ,
 
وهذا قل مانراه في كتب مترجمة  وكمثال : اخف صدقتك .. حتى لا تدري شمالك ما أنفقت يمينك ’
 
اكفل طفلاً يتيماً , اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا , ارضَ بما قدر لك , وهكذا
 
 
 
^ـــــ^


 
 
 

7 التعليقات:

SCRIBBLE ..♥ يقول...

"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" [البقرة: 216]

والله لو عدينا هالامور الصغيره لكانت حياتنا افضـل واكثر سعاده ..


اقتباس موفق غاليتي ..

وشكرا لكِ على الرابط ..


(:

غير معرف يقول...

مشكوره بنت الشيوخ ع الكتاب ^^ و مغزاالقصه
كنت قرات ان ما تفكر فيه يكون
ف لنترك المستقبل ليأتى وحده ولا نهتم
ب الاوهام المنسوجه فى عقولنا

أحمد يقول...

يزاج الله خير يا اختي ..
و ان شاء الله الفايدة تعم
الجميع

تحياتي .. أحمد :)

arwa يقول...

سكربل
آيه
أحمد
حُييمـ وجزيتمـ خيرا^^

سالم الامارات يقول...

اعتقد ان هذه التدوينه من افضل التدوينات التي قراتها لديك شيختنا

واتفق مع الاخت سكريبل على الاية التي وضعتها وهنا يكون مكمن الايمان

نفس هذه التدوينات والقصص بها تفتح اعيننا لامور قد نكون غفلنا عنها او تجاهلناها لفترة ولكنها تذكرنا بالصواب

جزاج الله الف خير شيختنا

ألـوان التفاؤل ~ يقول...

رائعة جداً ..

جزيتي خيراً حبيبتي =)

وجاري تحميل الكتاب

مها يقول...

قصه جميله وتحمل الكثير من المعاني

فعلا احيانا كثييره ننشغل بالامور الصغيره ونترك ماهو أهم ولكن كيف للانسان ان يتعلم ويروض نفسه على عدم تكبير الامور واعطائها أكبر من حجمها...

وتعظم في عين الصغيرصغارها وتصغرفي عين العظيم العظائم..

دائما مواضيعك شيقه ياشيختنا (: